قال تعالى:

 {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7)} الصافات


ما هي ٱلْخُنَّسِ التي أقسم بها تعالى؟ { فَلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ } التكوير – 16، لا بد أن يكون لهذا القسم شأن يتناسب مع عظمة القسم والمقسوم به، قال أهل التأويل: هي النجوم الدراريّ الخمسة: بَهْرام، وزُحَل، وعُطارد، والزُّهَرَة، والمُشْتَري – تفسير الطبري، وهي الكواكب المعروفة في ذاك الوقت. ذكر من قال أن رجلاً قام إلى عليّ رضي الله عنه، فقال: ما { الجَوَارِ الْكُنَّسِ } قال: هي الكواكب. أي أن الله تعالى أقسم يالكواكب واصفاً إياها بأنها 1- تخنس 2- تجري 3- تكنس!
[٠٦:٥٤، ٢٠٢١/٣/١٦] ماجد ممدوح #س لايدي: الاعجاز العلمي في سورة التكوير – 16

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ }

علمياً، تعتمد قوة جاذبية أي جسم على كتلته، فكلّما زادت كتلة الجسم، زادت معها قوة الجذب، فعلى سبيل المثال، تبلغ قوة جاذبية القمر 1/6 جاذبية الأرض، فإذا كان وزن شخص ما على الأرض 60 كيلوجراماً، فإن وزنه على سطح القمر يكون 10 كيلوجرامات. وعليه، فإن قدرة الأرض على جذب أي جسم أقوى بـ 6 مرّات من قدرة القمر، بينما يعتبر العلماء كوكب المشتري “مكنسة شفط كونية” للدور الكبير الذي يلعبه في جذب المذنبات والكويكبات كما بيّنا في مقالتنا وزينّا السماء الدنبا بمصابيح وحفظا.

عند بداية تشكل نظامنا الشمسي، كانت المناطق المحيطة بمركز تكثّف الدخان (السحابة السديمية) مليئة بالكواكب الجنينية (الكِسَف) أو الكويكبات بينما  احتوت المناطق الأبعد على الماء والهايدروجين والهيليوم،  وقد تكونت الكواكب الصلبة نتيجة تجمّع الكويكبات في أجسام صلبة مثل عطارد والزهرة والمريخ (داخل الحزام الأبيض) كما هو مبين في الشكل أدناه والتي قامت بدورها بكنس أو تنظيف مداراتها من الكويكبات خلال جريانها، بينما بقيت منطقة حزام الكويكبات على وضعها لعدم وجود كواكب في تلك المنطقة مع العلم أن هناك كوكبين قزمين هما سيريس و فيستا داخل الحزام إلاّ أنهما لم بكونا قادرين على كنس مداراتهما لصغر حجمهما، ولاحظ أيضاً قدرة كوكب المريخ الضعيفة على الكنس مقارنة بكوكب المشتري القوية خارج حزام الكويكبات.



إن الدراسات التي أجريت على المجموعة الشمسية منذ عهد غاليليو ونيوتن وكبلر حتى عهد المركبات الفضائية في العصر الحديث، جعلتنا من خلالها على دراية واسعة بالخصائص العامة للمجموعة الشمسية من حيث مدارات الكواكب السيارة وكتلها وكثافاتها وحجومها والخصائص الفيزيائية والجيولوجية للكواكب وغير ذلك الكثير من المعلومات، ويمكن تلخيص أهم هذه الخصائص في النقاط التالية:
1 - تدور الكواكب حول الشمس في نفس المستوى تقريباً: وهذا يجعلنا نشاهد الكواكب السيارة تدور (تسلك) في الفضاء بالقرب من (خط البروج) Ecliptic وهو الخط الوهمي الذي تسير فيه الشمس نتيجة دوران الأرض حولها، ومدارات الكواكب تكون قريبة من هذا الخط، بحيث لا تبتعد عن هذا المدار سوى 9 درجات شمال خط البروج و9 درجات جنوبه، أي أن الشمس والكواكب القمر تسير ضمن هذه المنطقة (الشريط) التي لا يزيد عرضها عن 18 درجة وهي التي نسميها (منطقة البروج) Zodiac.
2 - تدور جميع الكواكب السيارة حول الشمس بعكس اتجاه حركة عقارب الساعة أي من الغرب نحو الشرق، كما تدور الكواكب السيارة حول نفسها بنفس الاتجاه أيضاً أي بعكس عقارب الساعة، باستثناء كوكبي الزهرة واورانوس، اللذين يدوران حول نفسيهما باتجاه معاكس لحركة الكواكب السيارة أي مع عقارب الساعة.
3 - إن عمر الكواكب السيارة متشابه وقريب من عمر الشمس: ويقدر الفلكيون عمر المجموعة الشمسية، 
وهذا يعني أن الشمس والكواكب السيارة نشأت مجتمعة بنفس الفترة الزمنية تقريباً.
4 - تدور حول معظم الكواكب السيارة أقمار يختلف عددها من كوكب لآخر: فمثلاً لا يدور حول عطارد والزهرة أية أقمار، 
بينما يدور حول الأرض القمر المعروف لنا جميعاً،.
5 - توجد في المجموعة الشمسية أجرام سماوية أخرى غير الشمس والكواكب :
مثل الكويكبات التي تدور ضمن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، أو التي تدور بين الكواكب السيارة خارج نطاق الكويكبات، بالإضافة للمذنبات التي تأتينا من خارج النظام الشمسي وتسلك مدارات لا تتفق مع مدارات الكواكب أو مستوى نطاق البروج، ثم الغازات والأتربة والأشعة الكونية الأخرى المنتشرة بين الكواكب السيارة.