الرخيص - يحذر من الفهم الخاطئ، لحساب "الأهلة" وسيكون بمشيئة   الله يوم الثلاثاء  دخول رمضان المبارك

إن المفكر الإسلامي في البحوث الشرعية، والعلوم الفلكية، المشا رك في حساب الأهلة وفصول السنة ومواسمها وظروفها المناخية،

أ.ماجد ممدوح الرخيص

يوضح أن واقع حساب الأهلة في العالم الإسلامي اليوم

أكثره يبنى على التعصب بالرأي الخاطئ،

وتعمد ترك الدليل الواضح،

فهذا السلوك السئ يجعل الأمة الإسلامية دائماً في حيرة واختلاف في حساب "نهاية وبداية" -  كل شهر.

وسوف نناقش الآن من الشبهات، ما هو أخطرها ، لإبطالها، لأننا  نخشى أن يبنى عليها  أحكاماً  خاطئة تعمم ويسير عليها الأجيال القادمة.

الشبهة الأولى:

يفهم البعض بأن الشهر الجديد لايعتمد دخوله حتى يتم مشاهدة هلاله،

الشبهة الثانية:

 يفهم الكثير أيضاً بأنه لايعتمد دخول أي شهر من الأشهر الحرم حتى يتم مشاهدة هلاله،   خلاف بقية الأشهر،

قياساً على هلالي رمضان وشوال.

الرد بالأدلة المثبتة لإبطال ماذكر :

إن أصل التوقيت الزمني الشرعي هو الحساب، كما وقت النبي  صلى الله عليه وسلم للشهر

مرة ب(٢٩)

ومرة ب (٣٠) يوماً.

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه  قال : 

" إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ".

رواه البخاري ( 1814 ) ومسلم ( 1080 )

هذا في حال جهل العرب في علم الحساب، لم يقف مكتوف الأيدي صلى الله عليه وسلم بل أرسى قواعد الحساب للأمة، فمن باب أولى  الآن الأخذ  بعلم الحساب في حال تطوره   ودقته الحالية،

ولم يأت الشرع على حثّ الأمة الإسلامية للبقاء على الجهل وترك تعلّم الحساب الذي يصلح  الحال والمآل وسائر العلوم النافعة.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} يونس ١٠

إذ أن المنازل إنما هي لضبط الحساب،

وتقدير المنازل هو لضبط الحساب:  { لتعلموا عدد السنين والحساب} أما في قوله تعالى:

{إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰت  وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ} التوبة٣٦

المقصود بذكر الأشهر الحرم، نهي عن الظلم فيها، خصوصا مع النهي عن الظلم كل وقت،   لزيادة تحريمها، وكون الظلم فيها أشد منه فيغيرها‏.‏

ولا يقصد كما يفهمه بعض الفلكيون بأن المقصود هو وجوب رؤية  الهلال في الأشهر الحرم لإثباتها بالمشاهدة من بين شهور السنة،

قياساً على رؤية ومشاهدة هلالي رمضان وشوال،

وهذا فهم خاطئ لا يستند على دليل شرعي،

بل إن الشهور الحرم تثبت بالحساب كبقية شهور السنة،

شريطة أن يمكث الهلال الجديد في الفضاء مدة،

بعد مغيب الشمس، يثبت فيها دخول الشهر الجديد، لأنه يكون حساب الشهر بمعرفة حساب    المنازل ، واستهلال هلالاً جديداً.

ماعدا الذي نص عليه الدليل،

أما اشتراط رؤية ومشاهدة الهلال لإثبات دخول الشهر صفة وخصوصية لإدخال شهري     رمضان وشوال فقط،

وإذا تعذرت الرؤية إتمام العدة ثلاثين يوماً.

فإذا تعذرت رؤية هلال رمضان مساء يوم ٢٩ بعد مغيب الشمس تكمل عدة شعبان ٣٠ يوماً،

وإذا تعذرت رؤية هلال الفطر مساء يوم ٢٩ بعد مغيب الشمس، تكمل عدة رمضان ٣٠ يوماً

والأدلة في ذلك مشهورة وصحيحة،

ولايجوز القياس عليهما في سائر شهور السنة.

ونقيس على ماذكرنا ، من الأخطاء التي تحصل بإتمام شهر رجب  ١٤٤٢هـ  ، وهو غير تام "٢٩" يوماً

وجعل عدة شعبان ٢٩ يوماً وهو تام "٣٠" يوماً

وجعل عدة رمضان ٢٩ يوماً أيضاً وهو تام "٣٠" يوماً

كل هذه الاجتهادات التي يظن أصحابها بأنها شرعية

هي بالحقيقة لا تستند لأي أدلة شرعية ولا فلكية

وعلى هذا وجب التنبيه، بأنه سيكون بمشيئة الله،

كل من:

بداية رمضان يوم الثلاثاء "١٣" أبريل ٢٠٢١

وبداية شوال الخميس "١٣" مايو ٢٠٢١

خاتمة:

نشكر الزملاء الذين استجابوا للمفهوم الصحيح بتفهم النصوص الشرعية في حساب الأهلة،

وبإذن الله مع التذكير المستمر، سوف يعم الخير،

ونسأل المولى جل جلاله، أن يجعل الدليل الشرعي، هو النبراس المضئ  لحياة الجميع،      وأن يزيل الخلاف لأنه شر، نعوذ بالله من الشرور - ومن كل ما يوجب غضب الله.