الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة 

          نوء الجبهة

يطلع في اليمن فجر يوم 5 سبتمبر ميلادي،الموافق 23 ذوالخراف الحميري، وعدد أيامه (13) يوما، وهو أحد الأنواء الشامية، وهو النوء الثالث من أنواء فصل الخريف في اليمن بحساب حلول الشمس في المنازل، وعلامة طلوعه توسط الثريا فجراً، والنعائم عشاء، وتسمى بجبهة الأسد، وهي أربع نجوم، بين كل نجمين في رأي العين قدر سوط، وهي معترضة من الجنوب إلى الشمال، على شكل حرف  w، ونوؤها محمود، وتقول العرب فيه: ( ما امتلأ وادي من نوء الجبهة ماء إلا امتلأ  عشباً )،  أي أن مطره نافع بإذن الله حيث ينبت الكلأ ويكثره، وتقول العرب أيضا: ( إذا طلعت الجبهة تحانت الولهة، وتنازت السفهة، وقلت في الأرض الرفهة ) ومعنى تحانت الولهة : كثر حنين النياق لفصال أولادها عنها أو لموتهم، ومعنى وتنازت السفهة : بطر الناس لوجود اللبن والتمر، وهذا خاص بوسط الجزيرة العربية، ومعنى قلت الرفهة أي (الرفاهية) لاحتياج كل واحد منهم لحفظ ماله ومواشيه.

وينهى فيه عن النوم ليلاً تحت أديم السماء بدون غطاء خاصة في المناطق الجبلية والقريبة منها، نظرا لوجود البرودة في أخر الليل، وتقول العامة نام(نم) دافي(متدفئ) تقوم ( تصحو) متعافي.

 وكما يتنخفض درجات الحرارة نهاراً، وإن كانت حرارة الشمس لاتزال شديدة قبل الظهر وبعده.

و أما السحب فتأتي من جهة الغرب، ويهطل المطر غالبا بعد الظهر بإذن الله، أما في الليل فالجو صحو، والسماء صافية، تشاهد النجوم من العشاء حتى الفجر.

 وأما موسم صرام النخيل فقرب على الانتهاء، ولم يتبقى إلا القليل من التمر يجني بعكس وسط الجزيرة العربية فموسم جني التمر في أول موسمه.

 وتنتهي فيه أربعينيات الخريف (الأربعين المطارة) يوم 13 سبتمبر، والتي هي أفضل موسم للأمطار والزراعة في تهامة .

 ويعتبر هذا النوء موسم جيد لزراعة الحبوب كالذرة البيضاء والدخن في بعض المناطق التهامية ، خاصة المناطق التي تبعد عن البحر  ٣٠ كيلو متر أو أقل ، وأما المناطق القريبة من الجبال فقد زرعوا الذرة البيضاء قبل أيام، و يبذر فيه الطماطم ، والكوسة والباذنجان، وتزرع فيه أيضا الذرة الصفراء (الهند)، ومعظم المزروعات من الخضروات والورقيات والدرنيات والحبوب.

 وتبدأ أشجار المانجو صنف التيمور في الإزهار. ويصادف دخوله العشر الأخيرة من شهر آب الذي يقال فيها: (آب يزرع ما تحت التراب). 

ويغرس في فاكهة الباباي وكذا الموز ، والبسباس،

وتملأ فاكهة الحبحب والشمام والقشطة ( الخرمش) والجوافة، والرمان أسواق تهامة .


وأما من الناحية الفلكية :

فالشمس  لاتزال في برج الأسد وفي منزلة الصرفة،وفي آخر هذا النوء (16 سبتمبر )تحل في برج السنبلة.

 وأما فجرا:  فالمتوسط منزلة الثريا، وهي علامة في المناطق الوسطى على دخول معلم الخامس، حيث تقول القاعدة الزراعية عندهم: (الخامس بلا قياس والثريا فوق الراس)، والغارب فجرا منزلة سعد السعود، وتشاهد محموعة نجوم ذات الكرسي، وهي في الأفق الغربي الشمالي، وأما مسدس الشتاء فيزين الأفق الشرقي مع منتصف السماء، ويتكون من:  نجم الدبران، ثم شمالا إلى العيوق، ثم شرقا إلى نجم الذراع(رأس التوأمان)، ثم جنوبا إلى الشعرى الشامية، ومنها إلى الشعرى اليمانية، ثم منها إلى رجل الجبار من مجموعة الجبار، ثم العودة إلى نجم الدبران، وأما في الأفق الجنوبي فسهيل يخفق في منظر بديع، وهو مرتفع عن الأفق الجنوبي بحوالى خمسة أصابع.

وأما عشاء : فطالع أول الليل منزلة الفرع المقدم، وطالع العشاء منزلة الفرع المؤخر،

والمتوسط منزلة النعايم، والغارب منزلة العوى، ولاتزال مجموعة الدب الأكبر  (الخامس والسادس والسابع ) تشاهد وهي متدلية للغروب في الأفق الشمالي الغربي بعد العشاء، كما يرى برج العقرب، وقد غادر منتصف السماء الى جهة الغرب، كما ترى مجموعة ذات الكرسي، وهي مرتفعة عن الأفق الشمالي الشرقي ، والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى خامس علان.

أمافي تهامة : ففي وادي مور فمعلم السادس، وفي باجل والمراوعة والضحي فمعلم السابع، وفي وادي زبيد ورماع فمعلم الثالث. 


إعداد الأستاذ / حسن هبه الزبيدي