زِلْزَالُ تُرْكِيَا وَسُورِيَّاً ، وَدِرَاسَة مُسْتَقْبَلِيَّةٍ حَوْلَ الزَّلازِلِ فِي الْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ
إعداد الباحث الفلكي الشرعي / أ.ماجد ممدوح الرخيص
20 رجب 1444هـ 11 فبراير 2023
الْحَمْدُللُهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَبَعْدَ:
إن ماحدث من زلازل في بلادنا الإسلامية، في تركيا وسوريا العربية،
قدر من أقدار الله لا مفر منه:
لِلهِ مَا أَخَذَ..وَلَهُ ما أَعْطَى..وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجْلِ مُسَمَّى ..
ومِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالى: مَا يَصْطَفِي بِسَبَبِ الزَّلَازِلِ مِنَ الشُّهَدَاء،
كَمَا في الحَدِيث: (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ،
وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبِيلِ الله) متفقٌ عليه.
ومِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَة: كَثْرَةُ الزَّلَازِل، عَنْ أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ،
وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ،
وهُوَ القَتْلُ القَتْل) رواهُ البخاري.
ورَوَى أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
(بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَنَوَاتُ الزَّلَازِلِ)..
فَحَقٌّ عَلَى مَنْ عَقَلَ عَنْ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الأَخْبَار، وسَمِعَ
وشَاهَدَ مِثْلَ هَذِهِ الزَّلَازِلِ والآثار؛ أَنْ يَسْعَى لِلآخِرَةِ حَقَّ سَعْيِهَا،
وأَنْ يُسَابِقَ عُمُرَهُ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يُقَرِّبُهُ عِنْدَ رَبِّهِ زُلْفَى.
ومِنَ أَعْمَالِ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحينَ في مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَال: الدُّعَاءُ
لِضَحَايَا الزَّلازِلِ بالرَّحْمَةِ والمَغْفِرَة، ولِلْمُصَابِينَ بالشِّفَاء والعَافِيَة،
ومُوَاسَاةُ الْمُتَضَرِّرِينَ بالإِعَانَةِ والإغَاثَةِ والنَّجْدَةِ والصَّدَقَة..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً
مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،……." رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ بنُ عَبدِالعَزيزِ في زَلْزَلَةٍ كَانَتْ بِالشَّام: "اخْرُجُوا،
ومَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُخْرِجَ صَدَقَةً فَلْيَفْعَلْ؛
فإنَّ اللهَ تَعَالى يَقُول: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)".
——
وَفْقَ دِرَاسَاتٌ أَجْرَاهَا الْمَعْهَدُ الْجَيُولُوجِيِّ الْبَرِيطَانِيِّ وَهَيْئَةُ الْمَسْحِ
الْجيُولُوجِيَّةُ الْأَمِيرِكِيَّةِ، تَشْهَدُ مَنْطَقَتَنَا الْعَرَبِيَّةِ تَطَوُّراً مُقْلِقاً لِلنَّشَاطِ
الزِّلْزالِيِّ وَذَلِكَ خِلَالَ الْعَقْدِ الْأَخِيرَ،وَسَجَّلَتْهَا دُوَلُ كَثِيرَةٍ خَاصَّةً عَلَى
مُسْتَوَى شُعُورِ السُّكَّانِ بِزِيادَةِ وَتِيرَةِ الْهَزَّاتِ الْأَرْضِيَّةِ. وَحَسِبَ
الدِّرَاسَاتِ،فَإِنَّ مَا يَقْرُبُ مِنْ 30 مِلْيُونَ شَخْصٍ مِنْ سُكَّانِ الْمَنْطِقَةِ
الْعَرَبِيَّةِ أَيِّ مَا يُعَادِلُ خَمْسَ سُكَّانُ الْعَرَبِ فِي مَنْطِقَتِي الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ
وَشَمَالِ إِفْرِيقِيا، مَعْرِضُونَ لِمَخَاطِرَ زِيَادَةِ احْتِمَالَاتِ حُدُوثَ زَلَازِلَ
مُدَمِّرَةً فِي الْمُسْتَقْبَلِ.
أَحْزَمَةُ الزَّلَازِلِ فِي الْعَالَمِ كَثِيرَةٌ هِي
أَحْزَمَةُ الزَّلَازِلُ فِي الْعَالَمِ ، وَبَِإِطْلالةِ سَرِيعَةٍ عَلَيْه يَتَضَحُ أَنَّ مَنْطقَتَنَا
العربية ليست بعيدة عن هذه الأحزمة المخيفة .
* حِزَامِ التَّلَاقِي بَيْنَ أُورُوبَّا وَإِفْرِيقِيَّا:هُوَ حِزامٌ يُعْبُرُ شَرْقَ الْبَحْرِ الْأَبْيَضِ
الْمُتَوَسِّطِ بَدْءاً مِنْ سَوَاحِلِ تُرْكيَا وَبِلادُ الشَّامِ مُرُوراً بِمِصْرَ
وَدُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ.
* حِزَامِ الْأُخْدُودِ الْإِفْرِيقِيُّ الشَّرْقِي:
يَمْتَدُّ سُورِيَا وَلُبْنَانَ وَفِلَسْطِينَ وَالْأُرْدُن وَسَلَاسِلَ جِبال غَرَب البحر الأحمر
حتى إثيوبيا والكونغو.
* الْحِزَامِ الْآسْيَوِيِّ الْأُوربِّيُّ: حِزامٌ يَمْتَدُّ بَيْنَ جِبَالِ الْهِمَلايَا وَالْأَلْبِ مَاراً
بِبَاكِسْتَانَ وَإِيرَانُ وَالْعِرَاقِ وَجُمْهُورِيَّاتِ الْكُومُولِوِ أُسَّاتِ الْكُومُنولِث
الآسيوية حتى يصى أوروبا.
* حِزامِ النَّارِ: وَهُوَ حِزامُ الزَّلازِلِ الْمَارَّ بِجَنُوبِ أُورُوبَّا وَيَمْتَدُّ حَتَّى الصِّينِ.
وَفِي حَدِيثِهِ لِـ"سكاي نيوزٌ عَرَبِيَّة"،قَالَ أُسْتاذُ الْجيُولُوجْيَا التَّرْكِيبِيَّةِ
وَعَلِمَ الزَّلازِل،الدُّكْتُورُ مَصْدُوقَ التَّاجِ:
*مُعْظَمِ الْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ مَعَرَّضٌ لِلزَّلازِلِ،لِأَنَّهُ يَقَعُ عَلَى صَفِيحَتَيْنِ
تَكْتُونِيتَيْنِ.
* شَمَالَ الْعِرَاقِ وَشَمَالِ سُورِيَا هُمَا مَنْطِقَتَانِ مَعْرِضَتَانِ
100 فِي الْمِئَةِ لِلزِّلازِلِ.
* طَبِيعَةً وَسُرْعَةِ حَرَكَةِ الصَّفائِحِ التَّكَتُّونِيَّةِ تُؤَثِّرُ عَلَى نِسْبَةِ
مَخَاطِرَ التَّعَرُّضِ لِلْزِلْزالِ.
*الزِّلْزالُ لَا يَقْتُلُ،الزِّلْزالُ يُؤَثِّرُ عَلَى الْبِنَايَاتِ وَهِيَ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى
الْوَفَيَاتِ بَعْدَ سُقُوطِها،
وَبِالتَّالِي الْحَلَّ الأَمْثَلُ: الالتجأ إلى الله بكثرة الدعاء يأن يكشف الله
المصيبة والتوبة وكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله
وأيضاً أَنْ يَهْتَمّ الْمَسْؤُولُونَ بِبِناءِ بِنَايَاتٍ مُقَاوَمَةً لِلزِّلازِلِ.
الزلازل والمحن للشيخ الدكتور سامي الواكد "يوتيوب"