خواص الأشهر عند البغداديين 

------------------------------------------- 


البغداديون كأغلب العراقيين على دراية بخواص كل شهر 

من أشهر

 السنة من حيث المناخ والطقس وذلك لاتصال حياتهم 

المعيشية 

بالزراعة ،ولاشك ان الزراعة الناجحة 

تعتمد بالدرجة الأولى على معرفة 

خواص المواسم والفصول والشهور والأيام ،

 وما يزرع في كل موسم 

من المحاصيل المختلفة وقد سبك 

البغداديون حسهم المناخي 

في أمثال 

وعبارات مسجوعة ليشيروا بها الى مقاصدهم وأغراضهم ... 


كانـــــــون

------------- 

لم يذكروا الاول او الثاني وانما قالوا ( كانون دورة 

عاقل دورة مجنون ) أي تارة يكون فيه الجو هادئاً وتارة 

عاصفاً بارداً . 

وقالوا ايضاً : ( كانون لو سيف مسنون لو در مخزون ) 

أي أما أن يكون من البرودة الشديدة بحيث 

يقع على الماشية

كالسيف القاطع , باتراًصلتها بالحياة بين

 برد قارص وعشب هزيل , 

أو أن يكون دافئاً غزير الأمطار وفيه تسمن الماشية 

ويدر حليبها 

دهنها الذي وصفوه بالدرتشبها بكرائم الحجارة 


شبـــــاط 

------------- 

قالوا فيه ( لو شبط لو لبط بيه من روايح الصيف ) 

ويقصدون

 انه مهما بلغ شباط من عنفوان فانه في اخر ايامه لابد 

ان يكون 

دافئاً وقد يكونحاراً وكأنه من شهور الصيف ، 

وقد ذكره البغداديون 

في أمثالهم فأن هذا الشهر سيكون مديناً للأرض , 

فإذا جاء آذار سدد دينه بما يجود بهمن أمطار . 


آذار 

---------- 

وهم يقولون ( آذار ابو الهزاهز والامطار ) 

و( آذار الهدار 

ابو الهزاهز والامطار ) , وذلك لاحتفاله بالرعد 

والبرق والامطار,

وقيل انه ايطلع السنبل من الحجار , 

ومعناه واضح لان ازدهار 

السنابل موكول بغزارة المطر وقالوا ايضاً مطر

 اذار

يحي كل ما بار اي الخير يجيء مثقلاً ببركاته فتزول الخصاصة وتنتعش القلوب 

والجيوب . وقالوا ايضاً

( ابآذار اتطكطك الاشجار مثل آذان الفار ) وهو تشبيه لطيف يومئ إلىبراعم الأغصان 

التي

جعلها آذار الفار حيوية ونشاطاً , كما قالوا 

أيضاً ( آذار ضم له فحمات كبار )

تأكيداً على عدم الاعتماد على بعض الظواهر من الأمور فان خروج 

الشتاء ليس معناه انتهاء البرد ولذا يجب 

الاستعداد لما يتوقع من برد آت بتوفير

الفحم الخشن ضماناً للوقاية من البرد . وقالوا أيضاً 

( أبآذار طلع بكرك - يقرك - عالدار )

اي أن البرد في هذا الشهر لا يؤذي الماشية لاسيما البقر 

فلا بأس في إخراجها من مآويها . 


نيســـــان 

--------------- 

قالوا فيه ( نيسان امغرك الجدسان ) ويشيرون إلى حصاد

 المزروعات وتكديسها تمهيداً للدياسة والتذرية ثم تعبئتها 

في الأكياس

, ولكثرة الأمطار في نيسان وهو شهر الحصاد , 

قالوا 

( امغرك الجدسان ) , وقيل أيضاً 

( نيسان يزيد الذبان ) . 


أيار 

---------- 

وهم يقولون ( أيار الروائح والازهار ) و احصد السنبل

 لو جان 

خيار لان موسمه ملائم للحصاد وإذا تأخر هذا الحصاد إلى 

ما بعد 

آذار فانالسنابل ستجف تماماً فتساقط الحبوب أثناء 

الحصاد 

ونقله إلى البيادر ، ولذلك رسخوا عليها من دون أن 

قيموا وزناً

 لخضرة السنابل التيتشبه لون الخيار . وهم يقولون

 أيضاً 

( أيار لو غوار لو فوار ) أي إما أن يزول ماؤه

مياه الأمطار إلى غوار الأرض وإما يفيض على سطحها . 


حزيـــران 

------------- 

وصفوه بقولهم (حزيران عمبار الهوه ) وفيه تذري البيادر 

لنشاط 

الريح وهذا ما ينتظره الفلاح لينهي آخر مرحلة من مراحل 

الزراعة بتطهيرحبوبه من التبن . 


تمـــــــــوز 

-------------- 

قالوا عنه ( تموز ينشف الماي بالكوز ) مبالغة في حرارته 

وجفافه . 


آب 

--------- 

وهم يذهبون إلى أن 

( بشهر آب اكطف العنكود ولاتهاب ) 

أي اقطع

 ماشئت من عناقيد العنب دون خوف 

فهذا هو أوان الجني . 

وقد وصفواشهر آب وصفاً دقيقاً بقولهم 

( آب بنهار لهاب و بالليل جلاب )

أي أن نهار أيام شهر آب حارة كاللهب 

بينما لياليه عليلة باردة 

عذبة الهواء ولقدقسموا أيامه إلى ثلاث 

مجموعات بقولهم 

( أول عشرة من آب تحرك البسمار

بالباب )

أي أن الحرارة  تذيب مسامير الأبواب 

وتحرقها في أماكنها , 

و( ثاني عشرة من آب تقلل الأعناب 

وتكثر الأرطاب ) ، 

وذلك حساب دقيق لنهاية موسم العنب 

وبداية حاصل التمر

 و 

( آخر عشرة من أب اتفك من الشتاء باب ) 

أي أن

 الثلث الأخير من آب يفتح لبرودته باباً 

من أبواب 

الشتاء وهم يقصدون ( فصل الخريف ) ،

 للتأكيد على الوقاية الصحية . 

وبنهاية هذا الشهر ينتهي فصل الصيف 

بحرارته التي لا يتحملها 

إلا العراقيون أنفسهم ، ولكن بعض لياليه 

قد تكون من البرودة بحيث تؤثرعلى صحة من 

لا طاقة

 لهم بها ومن هنا تحذيرهم 

( برد الصيف أحد من السيف ) 

ومعناه واضح لا يحتاج إلى بيان . 


أيلــــول 

------------- 

ويسمونه أيلول وفيه قالوا 

(أيلول امشوا لا تكيلون ) 

أي اسعوا في مناكب الأرض دون هوادة لأنكم 

في هذا الشهر

 أقوى من الحرارة ومن أمثال البغداديين 

( ايلول حركني بحره ,

 رحمة الله على آب ) 

يضرب لانعكاس الرجاء في شيء 

فقد كانوا يظنون أنهم تخلصوا من 

حر آب فإذابهم يعانون في أيلول 

ما هو اشد من قيضه . 


تشــــرين 

-------------- 

وهم يذكرونه دونماً تمييز بين أوله وثانيه ...

 تماماً مثل 

كانن وبرغم ذلك أشاورا إلى وجود تشرينين 

بقولهم 

( بين تشرين وتشرين صيف ثاني )

للاحتمال القوي في ارتفاع درجة الحرارة

 في بعض أيام التشرينيين . 

قالوا أيضاً ( بتشرين يخلص العنب والتين 

أي يختفيان من السوق ) . 

وذكروا لتشرينيين معاً بقولهم 

( برد التشارين توكاه وبرد الربيع تلكاه )

 وهم يقصدون 

تشرين الأول والثاني , وفي قولهم هذا تحذير 

ظاهر 

من برديهما وترحيب صادق بالربيع يليهما 

رغم البرد الذي تبشر به طلائعه . 

وقد ذكروا تشرين وحده في قولهم 

( بتشرين كل عضه بعشرين ) 

والمألوف أنهم في نهاية الصيف يقدمون 

بقايا المزروعات الصيفية علفاً للماشية 

ولذلك جعلوا كل عضة من هذا 

الزرع اليانع المرتوي بماء تشرين تساوي 

عشرين عضة من سواها .

وتشبثاً بالصحة العامة قال البغداديون 

( اصعد بالمنقلة وانزل بالمهفة ) 

وهم يقصدون 

أن صعود الناس إلى سطوح

منازلهم بمجامر الفحم غب الشتاء للنوم فوقها 

يماثل نزولهم منها بالمراوح اليدوية الى 

غرفهم قبيل الشتاء 

فكلاهما نافع لا يوجب الخشية والحذر . 


--------------------