يقول الله تعالى في كتابه المجيد : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّد فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(.
أورد النيسابوري في ” غرائب القرآن ورغائب الفرقان ” قول الليث حول شرح الصدر وضيقه : شرح الله صدره فانشرح، أي : وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو : أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوى طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة : سعة الصدر” وإن حصل في القلب علم أو أعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راحجة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس بنوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال ” ضيق الصدر” لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه.
وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام.
وفي معنى قول الله تبارك وتعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)
يقول ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم) : وقال ابن المبارك عن ابن جريج : ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله، حتى لا يستطيع أن تدخله، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه.
ويورد النيسابوري قول الزجاج ” الحرج ” في اللغة أضيق الضيق، ثم (يصّعَّد في السماء) كأنما يزاول أمراً غير ممكن، لأن صعود السماء يمتنع ويبعد عن الاستطاعة، فكان الكافر في نفوره من الإسلام وثقله عليه بمنزلة من يتكلف الصعود إلى السماء…
وقد قام ببعض الحاضرين الذين لايعتمدون على دليل شرعي وعلمي بتخطئة كلام النيسابوري لقوله: بعدم الاستطاعة على صعود البشر إلى السماء يقولون ثبت خطأه في القرن العشرين الميلادي، إذ استطاع البشر أن يصعدوا في طبقات السماء ” الأولى ” ويجوزوا الفضاء ويتجولوا بين أجرامه.
والصواب لدي والعلم عند الله لتوفر الأدلة كلام النيسابوري يبقى على صحته لأن البشر لايمكن صعوده إلى السماء إلا بحدود االجاذبية الأرضية وتوفر الأكسجين وعدم قلة الضغط الجوي.
ظهرت منطقة الموت في علم تسلق الجبال لأول مرة في عام 1953 بواسطة الطبيب السويسري إدوارد ويس -دونانت. وتدل على ارتفاعات أعلى من مستوى محدد تكون فيها كمية الأكسجين غير كافية للحفاظ على حياة الإنسان لفترة زمنية ممتدة. حددت هذه النقطة عمومًا على ارتفاع 8000 متر (26000 قدم أي ضغط جوي أقل من 356 ميلي بار). تقع جميع القمم الجبلية الأربع عشرة الموجودة في منطقة الموت فوق 8000 متر في سلاسل جبال الهيمالايا وقراقرم.
نجمت العديد من الوفيات خلال تسلق الجبال على ارتفاعات عالية بسبب آثار منطقة الموت، إما بشكل مباشر بسبب تعطل الوظائف الحيوية أو بشكل غير مباشر بسبب القرارات الخاطئة المتخذة تحت الظروف الصعبة والضعف الجسدي والتي تؤدي إلى وقوع حوادث، لا يستطيع الجسم البشري التأقلم في منطقة الموت.
إن المكوث الطويل في منطقة الموت دون الأكسجين الإضافي سيؤدي إلى تدهور الوظائف الجسدية وفقدان الوعي والموت في النهاية.
والصواب هو ماذهب إليه المفسر النيسابوري عدم استطاعة الإنسان إلى السماء إلا بما حدد علميا، لأن البشر لو استطاع أن يجوب عالي الأفلاك كما زعموا لأكمل المشوار، ولم يلجأ إلى إرسال المسابير إلى الفضاء واسمها الحقيقي البناء لأن السماء مبنية وليست فاضيية
وأمور كثيرة لم نذكرها سوف نتطرق لها فيما بعد بمواضع أخرى.
ملاحظة : إن الهيئآت العلمية سواء كانت طبية أو غيرها فإنها تشكل الفريق وتجرب ثم بعد التجارب تعمم الصواب، ماعدا الهيئآت الفلكية فإنها تسلك الرأي الفردي الديكتاتوري وتفرض علمها على الناس بالغصب ولو كان مخالفا للعلم.