مفهوم النفاذ من أقطار السموات والأرض


{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ 

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}

ليس المقصود بهذه الآية أن الله جل جلاله سمح للجن 

والإنس النفاذ من أقطار السموات والأرض في الحياة الدنيا، 

كما يفهمه بعض الناس،

لكن مفهوم الآية هو وقت الحشر يوم القيامة أن 

الله يتحداهم بعدم النجاة والإفلات من الحساب

وذكر ذلك في كثير من التفاسير ، 

نذكر منها تفسير السعدي:

أي: إذا جمعهم الله في موقف القيامة، أخبرهم 

بعجزهم وضعفهم، وكمال سلطانه، ونفوذ مشيئته 

وقدرته، فقال معجزا لهم: 

{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّوَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا 

مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } 

أي: تجدون منفذا مسلكا تخرجون به عن 

ملك الله وسلطانه،

 { فَانْفُذُوا لَاتَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } 

أي: لا تخرجون عنه إلا بقوة وتسلط منكم، 

وكمال قدرة، وأنى لهم ذلك، 

وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا،

 ولا موتا ولاحياة ولا نشورا؟! ففي ذلك الموقف

 لا يتكلم أحد إلا بإذنه، ولا تسمع إلا همسا، 

وفي ذلك الموقف يستوي الملوك والمماليك، 

والرؤساء والمرءوسون،والأغنياء والفقراء.

انتهى كلامه يرحمه الله،

وذكر كثير من المفسرين بأن الجن كانت تسترق

 السمع من السماء،وبعد بعثة النبي 

محمد صلى الله عليه وسلم منعوا 


{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ

 الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} الجن (9)

تفسير البغوي

( وأنا كنا نقعد منها ) من السماء ( مقاعد للسمع )

 أي : كنا نستمع ( فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ) 

أرصد له ليرمى به .

قال ابن قتيبة : إن الرجم كان قبل مبعث 

النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن لم يكن مثل 

ما كان بعد مبعثه في شدة الحراسة ، 

وكانوا يسترقون السمع في بعض الأحوال ، 

فلما بعث [ النبي - صلى الله عليه وسلم - ]

 منعوا من ذلك أصلا .

فالسماء محروسة ومحفوظة  من الشياطين، كما ورد

 في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

أمابني آدم لم يذكر له محاولة للصعود في السماء

فالله أنزله من الجنة في السماء، 

وجعل الله له الأرض كفاتاً ومستقراً ومستودعاً 

وبلاغاً ومتاعاً إلى حين.