آمال الإنسان في الصعود إلى السماء 

محفوفة بالمخاطر والهلاك


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إن العلم أثبت حقيقة علمية، وهي كلما ارتفع الإنسان

 قلت نسبة الأكسجين وضاق صدره وشعر بالاختناق

حتى ينقطع عنه الأكسجين ويموت، 

لأن الأكسجين  يكون قريباً لسطح الأرض، فكلما

ارتفع إلى السماء يقل الضغط الجوي وتتفكك 

جزيئات الأكسجين مما يؤدي إلى انعدامها

 ويجعل الإنسان يفارق الحياة ويموت،

وقد ذكر الله في القرآن الكريم ذلك الضيق والحرج 

جراء الارتفاع في السماء واصفاً بهذه الحالة أهل 

الضلال، في قوله تبارك وتعالى: 

(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ 

وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا

 كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ 

عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 125» 


فعند ارتفاع ١٨٠٠ متر يُفقد ١٠٪؜ من الأكسجين

ويزيد الفقدان بزيادة الارتفاع، 

حتى يتم انعدام الجاذبية الأرضية

 مسافة 100 كيلومتر، عن سطح 

الأرض، ويُعرف هذا الارتفاع 

باسم “خط كارمان”

وهو خط يقع على 

ارتفاع 100 كيلو متر "62” ميل 

فوق الأرض من منسوب سطح البحر،

وعادة يستخدم للتفرقة بين الغلاف الجوي 

للأرض والفضاء الخارجي.


ويوضح العالم نيومان قائلاً: 

“تحت مستوى 100 كيلومتر، 

تختلط الغازات نتيجة الحركات المضطربة. 

وبالتالي،

تبلغ نسبة النيتروجين نحو 78%، 

ونسبة الأوكسجين نحو 21%”.

ويصور لنا القران الإنسان يصف المشرك 

وصفاً بليغاً في الهلاك في قوله تعالى:

{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ 

فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي 

بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ(31)الحج

كمَثل من خرّ من السماء فتخطفه الطير فهلك

أو هوت به الريح في مكان سحيق

يعني من بعيد

من قولهم: أبعده الله 

وأسحقهوفيه لغتان: 

أسحقته الريح وسحقته,

  • سحَقَ يَسحَق ، سَحْقًا ، 
  • فهو ساحِق ، 
  • والمفعول مَسْحوق
  • سحَقَ الشَّيءَ : طحنه، دقّه أشدّ الدّقِّ 
  •  حتى حوّله إلى دقائق صغيرة

لاحياة للإنسان في السماء ولا حتى زيارة

 لتعرضه لمخاطر،

 كثيرة منها:

  • انقطاع النفس بانقطاع الأكسجين وارتفاع الضغط 
  • مما يؤدي إلى تفجر الدم من العروق
  • عدم اتزان الجسم بفقدان الجاذبية الأرضية
  • الحريق لارتفاع درجات الحرارة  
  • أقلها تعادل💯 ْدرجة مئوية، 
  • ومخاطر كثيرة لم نذكرها، مثل الرياح
  • وإشعاعات محرقة، وغير ذلك،...
  • حتى الآليات بقوتها تتلفها وتحرقها
  • الآليات مهما بلغت بالتكنلوجيا تتلفها السماء

حياة الإنسان الطبيعية الحقيقية على الأرض:

قال تعالى:{أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ كِفَاتًا}

 المرسلات 25

أقوال المقسرين، وبعض المصطلحات اللغوية

كفاتا: أي ضامة تضم الأحياء على ظهورها

والأموات بطنها.

وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه، 

ودفن شعره وسائر 

مايزيله عنه،


والكِفات : اسم للمكان الذى يكفت فيه الشئ . 

أى؛ يجمع ويضم ويوضع فيه .

يقال : كفت فلان الشئ يكفِتُه كَفْتاً ، 

من باب ضرب - إذا جمعه ووضعه 

بداخل شئ معين ، ومنه سمى الوعاء كفاتا 

، لأن الشئ يوضع بداخله، وهو منصوب 

على أنه مفعول ثان لقوله 

( نجعل ) لأن الجعل هنا بمعنى التصيير .

فالله جل جلاله، أعلم وأحكم لما يصلح 

حال الإنسان،

وسنتة في خلقه  أن جعل حياة البشر على الأرض 

والموت فيها والإخراج منها،مصداقاً لقوله تعالى:

(قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)

 (25) الأعراف

وذكر المفكر الإسلامي أ. ماجد ممدوح الرخيص

أن السماء محروسة ومحفوظة  من الشياطين، 

كما ورد

 في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

وبني آدم بعد إنزاله من الجنة في السماء، 

جعل الله له الأرض كفاتاً ومستقراً وذلولاً 

ومستودعاً 

وبلاغاً ومتاعاً إلى حين.

ولم يرد في القرآن الكريم إتاحة صعود 

السماء لبني آدم ولكنها ذكرت  

لأمور كثيرة نذكر منها :

الأول : للنظر والتفكر والموعظة،

قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي 

أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ 

يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}

(53)فصلت


وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ 

بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }(6) ق

وغير ذلك من الآيات 

الثاني، سبباً للرزق بنزول الغيث منها:

كقوله تعالى:

{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ

 جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ(9) ق


الثالث، للطهارة وإذهاب الرجس

كقوله تعالى: 

{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ

 وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ 

قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ(11) الأنفال


الرابع: للتخويف والخطر والهلاك،

كقوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ

 وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ 

الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُمُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ(19)

لا تبديل لخلق الله،

والله أعلم وأحكم.